أربعة مشروعات بأربع مبادرات من قوى سياسية وشخصيات عامة وورقتان لمرشحين للرئاسة. هذه خلاصة نقاش انشغلت به أروقة مفكرى وسياسيى ومثقفى مصر خلال الأسابيع الماضية للنظر فى المبادئ الأساسية التى يقوم عليها النظام الجديد فى مصر، نظام ما بعد الاستبداد والقمع، نظام ما بعد الديكتاتورية والفساد والتهميش.
تنطلق كل المبادرات وكل الأوراق من نقطة واحدة: الإمكانية الهائلة التى خلقتها لنا ثورة الشعب بدءا من يوم 25 يناير، إمكانية بناء مجتمع جديد ودولة جديدة يقومان على الحرية والمساواة والعدالة. وجميعها يحاول الإجابة عن الأسئلة الكبرى حول نوع هذا المجتمع وطبيعة هذه الدولة والمرتكزات والقيم الحاكمة، التى تتمتع بتوافق أغلبية المصريين، والتى يمكن أن تعمل كنقطة انطلاق فى عملية النهضة وهى فرض العين علينا جميعا فى هذه اللحظات التاريخية فى حياتنا وحياة أبنائنا وأحفادنا.
وكما تشير إحدى الأوراق عن حق، فإن الأهداف العظيمة والآمال العريضة لا يمكن أن يقوم بها فصيل وحده أو حزب بمفرده وإنما هى تتيسر فقط بتضافر كل الجهود وتكاتف كل القوى الشعبية حتى تعبر الثورة إلى شاطئ النجاح، وتتحقق الأمانى القومية، وتستعيد بلادنا سيادتها وريادتها وتقدمها، ويعيش شعبها فى المستوى اللائق به فى كل مجال.
وبينما يبادر المجلس الأعلى للقوات المسلحة بالتفاعل مع كل هذه المبادرات بتشكيل لجنة تعمل على تجميع خلاصة نقاشاتها وعلى إدارة حوار ديمقراطى فيما يخص استنتاجاتها والقضايا بالغة الأهمية التى تتعلق بها، فقد رأينا فى «الشروق» أنه من واجبنا أن نساهم فى هذا النقاش العام، الذى ينبغى أن يكون على أوسع نطاق، ويجدر ألا يقتصر على أوساط النخبة والمثقفين كشأن أصيل من شئون كل المصريين.
ابتداء من اليوم تنشر «الشروق» هذه المشروعات المختلفة، ليس فى مواجهة بعضها البعض، وإنما كمدخل لخلق توافق شعبى حول المسار الذى تسلكه بلادنا نحو مستقبلها الحر الناهض ولفتح نقاش نأمل أن يتسع للجميع من كل الأطياف والميول والتوجهات والخلفيات السياسية والطبقية والدينية، يلعب دور المرشد ونحن على وشك الولوج إلى مرحلة يقرر فيها الشعب طريقه الجديد والدستور الذى ينظم رحلته فيه، إيمانا منا بأنه مصدر كل سلطة وأساس كل شرعية.