يتحامل الشاب الفلسطيني محمد فنونة على نفسه ، وهو يتدرب يوميا مع زملاء له في غزة ، تحضيرا للمشاركة في أولمبياد لندن 2012 الخاصة برياضة المعاقين.
ويأمل فنونة الذي يعاني من إعاقة في قدميه وفقدان جزئي في البصر أن يصل لأعلى مستوى من الجاهزية للمشاركة في أولمبياد لندن رغم نقص الكفاءات وقلة الأدوات الرياضية المتاحة أمامه.
وفنونة هو واحد من أعضاء وفد رياضي يضم سبعة اخرين يستعدون للمشاركة في اولمبياد لندن للمعاقين التي تقام صيف العام المقبل.
ويتلقى هؤلاء تدريبا مكثفا في غزة بشكل يومي قبل مشاركتهم في الحدث الرياضي العالمي في لندن رفقة مدربين متخصصين.
ويفتقد الوفد الفلسطيني إلى البنية التحتية والإنشاءات والملاعب والأماكن المجهزة لرياضتهم.
وكان اللاعبون الثمانية حجزوا مكانهم في أولمبياد لندن بعد تحقيقهم 20 ميدالية بين ذهبية وفضية وبرونزية في بطولة ألعاب القوى للمعاقين التي نظمت العام الماضي في تونس.
ويقول فنونة (25 عاما) وهو يلتقط أنفاسه من شدة الإجهاد أثناء التدريب: "نريد أن نواصل تحقيق الإنجازات وموعدنا سيكون لندن".
ويضيف " نتدرب ليلا ونهارا كي نصل إلى أعلى مستوى بمجهود فردي حتى نمثل بلدنا بأفضل شكل ممكن بما يتناسب مع إمكانياتنا".
وسيشارك فنونة في أولمبياد لندن في رياضتي الوثب الطويل ورمي الرمح، علما أنه كان قد فاز بميداليتين في لعبة الوثب الطويل ورمي الجلة في بطولة ألعاب القوى للمعاقين الأخيرة قي تونس.
وتقتصر مشاركة الرياضة الفلسطينية في أولمبياد لندن على ألعاب القوى.
ويتجمع الفريق يوميا في نادي (الجزيرة) الرياضي وسط مدينة غزة من أجل التدريب على ألعاب القوي الذي يختص بها هذا النادي من خلال رياضة مختلفة منها الجري والوثب ورمي الجلة ورمي الرمح.
بدوره ، يقول اللاعب عليان الزيتونية (25 عاما) الذي يعاني من فقدان جزئي للبصر ، إنه يحلم بالفوز بأحد المراكز الثلاثة الأولى في أولمبياد لندن رغم صعوبة المهمة ونقص الإمكانيات من أجل رفع علم فلسطين في المحفل العالمي.
وحصل الزيتونية على المركز الأول في سباق مائة متر في بطولة ألعاب القوى للمعاقين الأخيرة في تونس.
ويؤكد أنه لم يشعر يوما أن الإعاقة تقف حاجزا أمام نجاحه "بل كانت دافعا له من أجل التدرب أكثر والسعي إلى التفوق بشكل أكبر".
ويقول علي النزلي رئيس اتحاد المعاقين في غزة، إن مجرد مشاركة الوفد الفلسطيني في أولمبياد لندن يعد إنجازا للرياضة الفلسطينية، لكنهم يطمحون أن لا تقتصر مشاركتهم على التمثيل المشرف.
وذكر النزلي أن الوفد الفلسطيني سيشارك في عشرة ألعاب ضمن ألعاب القوى.
وأشار النزلي إلى أن صعوبة إدخال المستلزمات والأدوات الخاصة بالمعاقين جراء الحصار الإسرائيلي زادت من معاناة اللاعبين أثناء التدريب.
لكن النزلي قال، إنه رغم الحصار يستطيع المعاق أن يصنع الانجاز والبطولة لوطنه وشعبه، مشيرا إلى حصول فريقه على حوالي 20 ميدالية في تونس واليابان.
وتفرض إسرائيل حصارا مشددا على قطاع غزة منذ يونيو 2007 أثر سيطرة حركة (حماس) على الأوضاع فيه بالقوة.
وقررت إسرائيل إدخال تسهيلات على الحصار بسبب الانتقادات الدولية عقب مهاجمة قواتها البحرية في 31 مايو من العام الماضي سفن (أسطول الحرية) الدولية ومنعتها من التوجه إلى القطاع.
ويدعو النزلي إلى دعم عربي ودولي للوفد الفلسطيني الرياضي خاصة ما يتعلق بتوفر طاقم تدريبي متخصص وبمعدات متطورة حتى يتمكنوا من تحقيق أكبر إنجاز في المحفل العالمي المرتقب.