فى مؤتمر صحفى مهم بدأ المؤتمر السنوى لجمعية أمراض القلب الأمريكية ACC أعماله، وأذيعت نتائج أحد الأبحاث النادرة التى أجريت على 43 مومياء مصرية عاشت أصحابها فى فترات متباينة من عهود الأسر المصرية القديمة فى الحقبة الفرعونية من تاريخ مصر. جرى البحث فى خطوات علمية محددة لمعرفة الأسباب التى أدت لوفاة أصحاب تلك المومياوات باستخدام تقنية الأشعة المقطعية.
عرض فريق من علماء وأطباء جامعة كاليفورنيا فى لوس أنجلوس نتائج بحثهم الفريد الذى عاونهم فيه فريق من الأطباء والفنيين المصريين، والذى أكد أن المصريين القدماء قد عانوا من مرض تصلب شرايين القلب التاجية، الأمر الذى ينفى ما تعودنا الاعتقاد فيه من أن أمراض القلب ترتبط بنمط الحياة المدنية الحديثة.
استهل جريجورى توماس أحد المشاركين فى تصميم برنامج البحث والعاملين فيه، حديثه بقوله: «ظلمنا نمط الحياة» المعاصرة حينما اعتقدنا أنها السبب الرئيسى أو الوحيد الذى يؤدى لتصلب شرايين القلب التاجية. لقد رصدنا دلائل علمية أكيدة تشير إلى أن الفراعنة أصابتهم أيضا حالات مماثلة.
إن ما وصلنا إليه من نتائج يشير إلى قطعة من المعلومات مفقودة فى فهمنا لأمراض شرايين القلب. فنحن لا نختلف كثيرا عمن سبقونا بآلاف السنين فى الحياة على الأرض.
يشير البحث إلى وجود دلائل على إصابة الشرايين التاجية بالتصلب فى مراحله المختلفة فى واحد وعشرين مومياء من الثلاث والأربعين التى تم فحصها.
وقد استعرض البحث بالتفصيل حالة أميرة فرعونية عاشت بين عامى 1580 و1550 قبل الميلاد وماتت فى الأربعينات من عمرها.
وتعد تلك أقدم حالة رصدها العلم حتى الآن مصابة بتصلب شرايين القلب، الأمر الذى يرجع إلى 3550 عاما مضت.
مازال السؤال الذى يطرح نفسه وتمنى فريق البحث الإجابة عليه وإن لم يتمكنوا: هل عرف المصريون القدماء أسرار قلب الإنسان وعالجوه، أم أنه ظل سرا مغلقا على عقول من سادت حضارتهم العالم وتسيدوه فى تلك الحقبة من عمر حضارة الإنسان؟