خلال الندوة التى أقامها المجلس الأعلى للثقافة أمس الخميس عن رعاية ذوى الاحتياجات الخاصة والمعاقين وجه عدد من الباحثين اللوم للنخبة والصحفيين والإعلام لتجاهل مشكلات المعاقين فى مصر.
وأشار الباحث على الفاتح إلى أن أخبار المعاقين فى الصحافة تنحصر على جمع التبرعات للمعاقين، بأسلوب يقترب من التسول، دون طرح لقضاياهم، ومناقشتها مثل باقى القضايا الأخرى فى المجتمع مثل ختان البنات وغيرها.
وأكد الفاتح على أن الإعلام المرى كله المرئى منه والمسموع يخصص نصف ساعة فقط أسبوعيا للمعاقين.
وتابع الفاتح: كل الأحزاب السياسية أيضا الصورى منها، والفعال على الواقع السياسى، لا تحوى برامجها السياسية سطرا واحدا للمعاقين رغم أن المعاقين دائما ما يتجمعون فى أشكال تنظيمية، تمنحهم الحق بأن تتوجه إليهم هذه الأحزاب لمخاطبتها.
وأشار الفاتح إلى أن تشريعات مصر ودوراتها البرلمانية، لم تلتفت للمعاقين، وتعاملت معهم مثلما يتعامل معهم أى شخص يساعد ضرير على عبور الطريق.
وقال الفاتح: هناك 4 وزارات بمقدورها مساعدة المعاقين هم التعليم والتضامن والثقافة والصحة، لكن هذه الوزارات لم تتحرك حتى على الأقل لحصر أعداد المعاقين، أو محاولة وضع خريطة جغرافية بإعاقاتهم.
ولفت الفاتح إلى أن هناك اختلافات لأسباب الإعاقات، مشيرا إلى أن أكبر أسبابها هى زواج الأقارب وضرب الفاتح المثل بإعاقات سيناء حيث تحرص قبائل البدو على زواج العائلات، وهو ما يؤدى لتفاقم مشكلات الإعاقة، لافتا إلى أن الدولة لم تجرب أن ترسل قوافل للتوعية بخطورة المشاكل الوراثية الناتجة عن زواج الأقارب بسيناء.
وحذر الفاتح من خطورة إستمرار التعامل مع المعلق على أنه عاجز وشحاذ، وكذلك خطورة استمرار تجاهل النخبة الإعلامية والمثقفة له، وقال الفاتح: حتى الأفلام السينمائية تشوه صورة المعاق، ومن هذه الأفلام فيلم أمير الظلام، الذى صور العميان على أنهم مجموعة من الحمقى "الهبل"، لافتا إلى أن هذه الأفلام بمقدورها لفت النظر لعمق مشاكل العميان.
وتحدث المخرج رضا عبد العزيز المتخصص فى عروض الصم والبكم، والأداء الحركى لفرقة الصامتين، لافتا إلى أنه قدم دراسة عن دمج المعاقين تختلف عن الدراسات التى يزعم البعض أنها تسعى لدمجهم لكنها للأسف لا تدمجهم، ولفت عبد العزيز إلى أنه لم يستطع مخاطبة أى جهة فى الدولة بشأن دراساته، ولم يجد مجلس قومى للمعاقين أو وزارة لهم، رغم أن عدد المعاقين فى مصر، يفوق عشرة مليون معاق، أى أن عددهم يفوق عدد دول مجاورة لمصر.
ولفت عبد العزيز إلى أن المجتمعات الإغريقية والرومانية دعت للتخلص من المعاقين، إلا الحضارة الفرعونية، ورغم أننا أحفاد الفراعنة، إلا أن سلوكيات المصريين الآن تدعو أيضا لنبذ المعاقين وعزلهم.
وقال عبد العزيز: لا توجد كتب تناسب الطفل الأصم فى مراحل التعليم الأولى، لأن وزارة التعليم تفرض عليه الكتب العادية كما أن مدارس الأمل المخصصة للصم والبكم، لا تعمل بها وحدات السمع، ولو جاء إليها طفل ضعيف السمع، سيصبح أصم بعد سنوات.
كما أعرب عبد العزيز عن خطورة عدم وجود برامج توعية للمجتمع، لاحترام المعاق، لأنه مواطن، له حقوق سياسية وبرلمانية ومجتمعية.
ودعا المخرج عبد العزيز إلى تخصيص مجلس قومى للمعاقين، ووزارة لهم، ونقابة تجمعهم، لافتا إلى وزير التربية والتعليم، يعتمد على مستشار له فى مجال التربية الخاصة، وهو ما لا يجوز نظرا لأن مشاكل المعاقين تفوق قدرة مستشار واحد للتعبير عنها.
وأكد رضا عبد العزيز، أن وزارة التربية والتعليم مقصرة تقصيرا كبيرا فى دمج المعاقين، لأنها تخصص لهم فصلا واحدا يجمعهم جميعا، ويعزلهم عن باقى طلبة المدرسة، وفى فصل الصيف يعود المعاقون إلى قواقعهم، ولا يتفاعلون مع باقى أنشطة المدارس.
ولفت رضا عبد العزيز النظر إلى تجربته فى فن تلقين الصم والبكم الأداء الحركى الصامت، الذى يجعلهم يقدمون أعمالا مسرحية تخاطب جميع الجماهير، ولا تشترط أن يعرف مشاهدوها لغة الإشارة، لافتا إلى أن عروض الصم والبكم السابقة التى كانت تعتمد على لغة الإشارة، كانت تجعل عروضهم المسرحية بدون مشاهدين، نظرا لأن هذه العروض تعتمد على لغة الإشارة التى لا يتقنها المصريون.
وأشار الدكتور سيد جمعة إلى ضرورة أن يتغير المجتمع فى معاملة المعاقين، وهو ما لن يتأتى إلا بواسطة التوعية، لافتا إلى أن الناس تستخدم صفات الإعاقة فى " السباب" ومن ذلك أن يقول البعض " أنت أعمى" أو " أنت أطرش" وهو ما يجب أن يتغير وفورا.